برامج صحية تقلل من فرص ارتكاب الجرائم ضد الآخرين لدى المراهقين ..
رغم أن العواطف البشرية مشاعر طبيعية وغريزية يشترك فيها جميع الناس فإن إدراكها والتأثر بها يختلف اختلافاً كبيراً من شخص لأخر. والبديهي أن أصحاب المشاعر الرقيقة في الأغلب لا يمكنهم ارتكاب الأعمال العنيفة والجرائم وذلك لأن لديهم إحساساً مفرطاً بمشاعر الآخرين وتعبيرات الألم على الوجوه, وهو الأمر الذي يجعل من إيذاء الآخرين أمراَ شديد الصعوبة وحتى في حالة ممارستهم العنف فإنه يكون أقل حدة, وأنه كلما ارتفع الوعي بمشاعر الآخرين من خلال إدراك تعبيرات الوجه كلما قلت فرصة ارتكاب الجرائم .
ومن هذه البرامج :
♦ تغيير المشاعر السلبية : لاحظت الدراسات السابقة أن أولئك الذين يمارسون العنف لديهم مشاكل أو صعوبات في التعرف على تعبيرات الوجه وبشكل خاص مشاعر الخوف والحزن والألم .
وقد نجحت دراسة في تقليل مقدار العدوانية لدى المراهقين الذين يمارسون العنف سواء ضد الأقران أو الإخوة الأصغر عمراً من خلال برنامج يؤهل للتحكم في ردود الفعل الغاضبة وهو الأمر الذي يشير إلى إمكانية تغيير المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية من خلال برنامج نفسي وعاطفي معد مسبقاً .
♦ تعبيرات الوجوه : لاحظ الباحثون من خلال التجارب انخفاض معدلات العودة للعنف مرة أخرى, ويعتقد الباحثون أن المراهقين استفادوا كثيراً من زيادة إدراك تعبيرات الوجه لأن جعل المراهق الذي يمارس العنف اكثر إدراكاً وتفهماً لمشاعر ضحيته وبالتالي يبدأ في التعاطف معه ولذلك لا يمارس العنف الجسدي تجاه الآخرين ويعتبر ذلك ضماناً للمجتمع بخلق أشخاص أسوياء حتى في حالة عودتهم للجريمة لا تعود بنفس مقدار العنف السابق حيث تلاحظ ان هؤلاء الذين عادو للسرقة على سبيل المثال لم يمارسوا السرقة بالإكراه رغم تاريخهم الإجرامي العنيف .
وحذرت الدراسة من أنه لا يجب أن ينتظر المجتمع حتى يصبح المراهق مجرماً ثم يتم تأهيله ولكن من الأفضل استغلال برامج مثل تنمية إدراك تعبيرات الوجه لتقليل العنف في المجتمع ومحاولة الحد من الجريمة كلما أمكن وأوصت بأن يتم التعامل بهذا البرنامج مع الفئات الأصغر عمراً بدءً من الأطفال الذين يمارسون العنف في المدارس أو المنازل وأنه يجب التعامل مع هذه الظواهر بالجدية الكافية واعتبارها مؤشرات لإمكانية ان يمارس الطفل العنف في المستقبل حينما يبلغ المراهقة أو البلوغ .
المصدر : جريدة الشرق الأوسط