كيف يعيش المسن في صحة وأمان..؟؟
لطول العمر أسرار كثيرة، وقد ينصح أحد المسنين الآخر بالحياة الهادئة الخالية من الهواجس، وقد يروي آخر قصة حياته المليئة بالمغامرات، ويقدم بعضهم لبعض النصائح بالأطعمة الغذائية النباتية ولآخرين بالوجبات الخفيفة، والنوم لمدة تسع ساعات يوميا ويحبذ أحدهم اجتناب تعاطي الكحول والتدخين والمشروبات الغازية، أو ينصح غيره بشرب العصائر الطبيعية بكثرة، وممارسة الرياضة، لكن العلم الطبي يقول لكل مسن "إتبع قواعد الصحة العامة، وحافظ على حبك الدائم للحياة وطموحك فيها، تعش في صحة وأمان".
نظرا لظهور الأمراض المعقدة عند المسنين كمرض السكري والقلب قبل مرحلة الشيخوخة، يجب عليهم الفحص الطبي الدوري للكشف عنها منذ بدايتها.
ويُنصَح المسنون بالاعتماد على أطباق يومية مكونة من الخضار ذات الأوراق الخضراء، أي حوالي 400غ- 800غ في اليوم، فهي كفيلة بحماية الجسم من التعرض لأي أضرار مرضية صعبة!
يجب علينا أن لا تغب عن أذهاننا أيضا تلك العادات الغذائية السيئة التي تبدأ في الصغر، وهذه لا تظهر آثارها إلا عند التقدم في السن، وقد ثبت علميا تأثير التغذية السيئة، فالغذاء السيء يؤثر تأثيرا سيئا على صحة وسلامة العقل والجسم، فهو يزيد من حدة المرض، ويبطيء عملية التماثل للشفاء.
أما الغذاء الصحيح السليم، فأنه يمد الجسم بالطاقة، والحيوية ويدفع المرض، ويسرع عملية الشفاء، وهو علامة مبشرة تبشر المسن بقضاء مرحلة حياته الجديدة بهناء وسعادة.
كلنا يعلم أن مواد الغذاء الأساسية لا تخلف باختلاف الأعمار، فإن كان المسن غير مهتم في غذائه أيام الصبا فيجب عليه أن يهتم بغذائه في شيخوخته، وعليه اعتماد الغذاء المتوازن الغني بالمواد البروتينية، كاللحم، والبيض، والسمك، واللبن، والحليب، وغذاء غنيا بالخضراوات والفاكهة يوميا، ويكون غذاءه حاويا لجميع المواد الأساسية كل يوم، مع ضرورة التقليل من تناول الشحوم، لأنها المسبب الأول لعسر الهضم في هذا العمر، وهذا في طبيعة الحال لا ينطبق على المسنين فقط بل على جميع الأعمار.
ويجب أن يتضمن الغذاء ما يكفي الجسم من فيتامينات، كفيتامين (أ)، والثيامين، والريبوفلافين، والحديد، والفواكه القليلة السكر، والخضار الغنية بهذا الفيتامين ويوجد في الجزر الأصفر، والبطاطا، والمشمش المجفف، والخوخ، والكبد، وزيت كبد الحوت، والزبدة، والبيض، والجبن، ويتوفر الثيامين في خميرة البيرة، واللحوم، والخضراوات، والبيض، واللبن، والحبوب، ويوجد الريبوفلافين في الكبد، والبيض، واللبن، والحبوب، أما الحديد فتجده في اللحوم، والكبد، والفول، واللفت، والخبز الأبيض، والعسل الأسود.
يعتقد الكثير أن الفواكه المرة، تزيد الحموضة في المعدة، على أنها مواد قلوية، فضلا عن أنها غنية بالفيتامينات والمعادن، كما لا يجب أن ينسى أي مسن من الاعتماد على البروتينات، والبروتين يوجد بالحليب واللبن اللذين يحويا أهم مصدر غذائي وهو الكالسيوم، فضلا عن سهولة هضمه، وهذا يفيد جميع الأعمار من الصغر إلى الكبر. تجدر الإشارة أنه عندما يشعر المسن بأن لا شهية له على الطعام، فيجب تجهيزة وطهيه بطريقة جميلة تظهر جمال الطبق اليومي، أو يطهى بواسطة طاهي متمرس، لأن المسن إن أعجب بمنظر المائدة وبرائحتها الزكية، تنفتح لدية الشهية ويحب أن يتناول الطعام، وإن لم يكن لديه قدرة على مضغ الغذاء، فيقطع إلى قطع صغيرة، وإن كان غير قادر على ذلك لسبب ما فيطبخ جيدا حتى يصبح سائلا، أو يخفق ويصفى ويعطى له مما يساعده على تناول غذاء مفيد، وبنفس الوقت لا يحرم نفسه من مذاقه ولذته.