العلاج السلوكي المعرفي

كاتب المقال: الإدارة
التاريخ: الأحد, يونيو 7, 2015 - 10:08

جلسات العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب جلسات الاكتئاب يعد الاكتئابمن أكثر المشكلات تعقيدا وشيوعا في مجال الصحة العقلية، وقد استخدمت عدة أساليب لعلاجه مع التأكيد المتزايد على استخدام الأساليب العلاجية التي تستغرق وقتا قصيرا ومن بين هذه العلاجات : العلاج السلوكي والعلاج النفسي التفاعلي والعلاج التحليلي النفسي المختصر والعلاج المعرفي وعلى الرغم من التطورات الضخمة في العلاج النفسي للاكتئاب مازال العلاج الدوائي هو العلاج المعياري الذي تقارن به نتائج العلاجات الأخرى، حيث تشير بعض الدراسات إلى فعالية العلاج المعرفي السلوكي وذلك بقدر فعالية مضادات الاكتئاب الثلاثية. - النموذج المعرفي للاكتئاب : يفترض هذا النموذج أن كل من المعرفة والسلوك والكيمياء الحيوية كلها مكونات مهمة في الاضطراب الاكتئابي، حيث تجدر الإشارة إلى أنه بتغير المعارف الاكتئابية فإنه يحدث تغير تلقائي في خصائص المزاج والسلوك كما يفترض أن تتغير الكيمياء الحيوية للاكتئاب كما تؤكد بحوث العلم المعرفي على أهمية معالجة المعلومات في الأعراض الاكتئابية وبالتالي فإن المعارف ذات الأساس السلبي بعد العملية البؤرية في عملية الاكتئاب. وتنعكس هذه العملية في المثلث المعرفي للاكتئاب، حيث أن مرضى الاكتئاب لديهم نمطيا رؤية سلبية لأنفسهم ولبيئتهم وللمستقبل، وهو يعتبرون أنفسهم بلا قيمة، غير ملائمين وغير محبوبين وعاجزين ويعتبرون بيئتهم غير ودية، مقيمة لعوائق لا يمكن التغلب عليها تؤدي دائما إلى الفشل أو الخسران بالإضافة إلى نظرتهم إلى المستقبل التي تتسم باللا أمل، كما يعتقدون أن جهودهم غير كافية لتغيير مسار حياتهم وهذه الأفكار تؤدي بهم إلى أفكار انتحارية. كما يشوهون بشكل متسق تفسيراتهم للأحداث وتعتبر هذه التشوهات ناتجة عن انحرافات في العمليات المنطقية للتفكير. - كما تعد المخططات المبكرة عاملا مهيئا مهما لدى كثير من مرضى الاكتئاب ويؤكد بيك على أهمية المخططات في الاكتئاب، حيث أن المخطط عبارة عن بنية ( معرفية ) لفحص وترميز وتقييم المنبهات التي يصطدم بها الكائن الحي، وعلى أساس هذه المخططات يستطيع الفرد توجيه نفسه بالنسبة إلى الزمان والمكان وعلى تصنيف وتفسير الخبرات بطريقة ذات معنى كما حدد يونغ – من خلال الملاحظة الإكلينيكية- مجموعة من المخططات الفرعية. -سيرد ذكرها بالتفصيل في المقال التالي- خطوات العلاج المعرفي : - الجلسات الأولى : - أحد الأهداف الرئيسية للمقابلة الأولية هو تخفيف بعض الأعراض من أجل خفض معانة المريض وكذا تنمية التعاون والمشاركة والثقة في العملية العلاجية، كما يسعى المعالج إلى تقديم أساس منطقي للوعود بالشفاء،؛ وذلك من خلال تحديد مجموعة من المشكلات وعرض بعض الاستراتيجيات للتعامل معها. حيث يستمر تحديد المشكلات ليصبح هدفا في المراحل المبكرة من العلاج، ويعمل المعالج مع العميل على تحديد المشكلات الخاصة به والتركيز عليها خلال جلسات العلاجحيث يحاول المعالج تكوين فكرة واضحة وكاملة قدر المستطاع عن صعوبات المريض النفسية وظرف حياته كما يسعى للحصول على تفاصيل حول عمق الاكتئاب والأعراض المعينة، كما يجب أن يهتم بكيفية نظر المرضى لمشكلاتهم الشخصيةوعند تحديد المشكلات الأولية يبدأ المعالج والمريض في وضع أولويات هذه المشكلات. وتتخذ القرارات على أساس القابلية للتغيير ومركزية المشكلة الحياتية أو المعرفية بالنسبة للكدر الوجداني للمريض. - هدف آخر للجلسة الأولى هو عرض العلاقة الوثيقة بين المعرفة والوجدان، حيث يجب على المعالج ملاحظة التغيرات المزاجية للمريض (كالبكاء) ويسأله عن أفكاره التي سبقت التغيير المزاجي وأدت إليه وبالتالي يقوم المعالج بالتعريف بالأفكار السلبية والإشارة إلى علاقتها بالتغير في الحالة المزاجية. ويبدأ المعالج بإعداد الواجبات المنزلية لمساعدة العميل على فهم العلاقة الوثيقة بين المعرفة والوجدان والانفعال. - كما أن أحد المتطلبات المهمة جدا في المرحلة الأولى هو جعل المريض يألف العلاج المعرفي وخاصة إذا جرب علاجا آخر من قبل. - وأخيرا يتعين على المعالج أن يوضح خلال الجلسة الأولى، أهمية مساعدة المريض لنفسه بواسطة الواجبات المنزلية، حيث يبين له أن إنجاز الواجبات المنزلية أهم في الحقيقة من الجلسة العلاجية نفسهاوبإنجازها يكون التحسن عموما أسرع. - تطور الجلسة العلاجية : - تبدأ كل جلسة بوضع جدول لها، حيث يبدأ جدول الأعمال بموجز عن خبرات العميل منذ الجلسة السابقة ومناقشة الواجب المنزلي ثم يسأل المعالج المريض عما يريد تناوله خلال الجلسة وعند تحديد قائمة قصيرة من الموضوعات والمشكلات يحدد المريض والمعالج ترتيب تغطية هذه الموضوعات والوقت المحدد لكل منها. - يبدأ المعالج في مناقشة مشكلات المريض الواحدة تلو الأخرى وذلك بتوجيه سلسلة من الأسئلة التي صممت لتوضيح صعوبة المريض، حيث يسعى المعالج إلى تحديد ما إذا كانت مخططات سوء التوافق المبكر وسوء تفسير الأحداث أو التوقعات الغير واقعية متضمنة في تفكير المريض، كما يسعى للكشف عن ما إذا كانت كل الحلول الممكنة للمشكلة قد جربت أم لا. حيث سيتبين للمعالج الفكرة أو الفكرتين الجوهريتين والمخططات والصور العقلية أو السلوك الذي يتعين العمل عليه. ويطلب المعالج من المريض، قرب انتهاء الجلسة، أن يقدم تلخيصا غالبا ما يكون كتابيا، وذلك حول الاستخلاصات الأساسية التي أمكن التوصل إليها خلال الجلسة العلاجية. ثم يعطي له واجبا منزليا مصمما لمساعدته على تطبيق المهارات المستخلصة من الجلسة لحل المشكلات خلال الأسبوع التالي. - تطور مضمون الجلسة : إن بنية جلسات العلاج المعرفي لا تغير خلال برنامج العلاج ولكن المضمون غالبا ما يتغير جوهريا. - فالمرحلة الأولى : والتي تتمثل في مرحلة خفض الأعراض تركز على التغلب على اليأس وتحديد المشكلات واقرر الأوليات وتحقيق ألفة المفحوص بالعلاج وإقامة علاقة تعاونية وعرض العلاقة بين المعارف والمشاعر وتسمية أخطاء التفكير والوصول إلى تقدم سريع في المشكلة المستهدفة. ويرتكز العلاج أساسا على أعراض المريض والعناية بالصعوبات السلوكية والدافعية. وعند حدوث بعض التغيير الجوهري في هذه المجالات، ينتقل التركيز على مضمون ونمط التفكير. - المرحلة الثانية : وهي مرحلة التركيز على المخططات من أجل التأكيد على منع الانتكاس. وعند عور المريض أنه أقل اكتئابا ينتقل الاهتمام من أفكار معينة حول المشكلات النوعية إلى بؤر المخططات حول الذات والحياة، حيث أن هذه المخططات هي التي تقف وراء العديد من المشكلات وعند تحديدها يتم فهم كيفية فهم المريض للعالم وتنظيم الادراكات والمعارف ووضع الأهداف وإقامة وتعديل السلوك وفهم أحداث الحياة. ويهدف العلاج إلى إبطال تأثيرات المخططات واستبدال الأساليب والطرق الغير سوية بمناحي جديدة وإذا تغيرت المخططات فإن المريض قد يصبح أقل عرضة للاكتئاب مستقبلا. وفي هذه المحلة على المريض تحمل المزيد من المسؤولية في تحديد المشكلات واقتراح الحلول وتطبيقها من خلال الواجبات المنزلية أما المعالج فيلعب دور المرشد أو الناصح مع تعليم المريض كيفية تطبيق الأساليب العلاجية دون مساعدة وما أن يصبح المريض قادرا على حل مشكلاته بطريقة فعالة حتى ينخفض عدد الجلسات ويتوقف العلاج. الأساليب المستخدمة في العلاج: - المرحلة الأولى : خفض الأعراض - الأساليب المعرفية : - استخلاص الأفكار الآلية : الأفكار الآلية هي تلك الأفكار التي تعترض الأحداث الخارجية وردود فعل الفرد الانفعالية نحو هذه الأحداث، وغالبا ما تمضي دون أن تلاحظ لأنها جزء من النمط الإدراكي للتفكير وتحدث بسرعة شديدة ونادرا ما تقيم مصداقيتها لأنها شديدة القابلية للتصديق ومألوفة ومعتادةويجب أن يتعلم المريض كيفية التعرف كي ينجح العلاج ويعطي مفعوله. وهذه الأفكار الآلية عادة ما تسبق الانفعالات مثل الغض،ن الخوف، القلق ويستخدم المعالج الأسئلة، التخيل ولعب الأدوار لاستخلاص هذه الأفكار. - طرق اكتشاف الأفكار الآلية : 1- أبسط طريقة هي الأسئلة التي يطرحها المعالج على المريض حول الأفكار التي راودته قبل ظهور الانفعال. 2- التخيل : يطلب المعالج من المريض أن يتخيل صورة بالتفصيل ( موقف مثير للكدر مثلا) ويصف المريض بالتفصيل ما الذي يحدث عند التخيل. 3- لعب الدور : عندما يكون الحدث ذا طابع تفاعلي، يلعب المعالج دور الشخص الآخر في المواجهة، ويلعب المريض دوره الشخصي وتستثار الأفكار الآلية عند استغراق المريض تماما في لعب الدور. 4- السجل اليومي : هو سجل للأفكار المرضية، يستعمل المريض عندما يصبح قادر على تحديد الأفكار الآلية فيقوم بتسجيل الأفكار الآلية والانفعالات المصاحبة لها التي تحدث في المواقف المثيرة، بين جلسات العلاج، ثم يقوم المعالج بتعليم المريض كيفية تطوير استجابات عقلانية لأفكارهم التلقائية المرضية وتسجيلها في عمود في سجل يومي. ( شكل أ) السجل اليومي للأفكار غير السوية النتائج استجابة عقلانية فكرة أو أفكار آليةانفعال انفعالات الموقف النتائج 1- أعد تقدير اعتقادك في الأفكار الآلية من صفر-100بالمائة. 2- حدد وقدر الانفعالات المترتبة عليها على مقياس منصفر- 100 استجابة عقلانية 1- اكتب الاستجابة العقلانية للفكرة أو الأفكارالآلية. 2- قدر مدى اعتقادك في الفكرة العقلانية على مقياس من 0- 100. 1- اكتب الفكرة أو الأفكار الآلية التي تسبقالانفعال. 2- قدر مدى اعتقادك في الفكرة أو الأفكار الآليةبنسبة من0- 100 بالمائة 1- حزن محددقلق أو غضب قدر درجة الانفعال على مقياسمن 1- 100. وصف 1- حدث حقيقي يؤدي إلى مشاعر غير سارة. 2- أفكار متدفقة، أو أحلام يقظة، أو ذكريات تؤديلمشاعر غير سارة. - اختبار الأفكار الآلية : يستخدم المريض كيفية إخضاع أفكاره الآلية للتحليل الموضوعي ويعدلها لأنه تعلم كيفية التفكير العقلاني حيث تتم عملية اختبار الأفكار الآلية من خلال الطلب من المريض وضع قائمة بالدلالات المستخلصة من خبرته المؤيدة للفروض وعندما يفكر المريض في الدلالات فإنه يرفضها فورا ويعترف أنها إما مشوهة أو زائفةهناك بعض الأفكار الآلية غير الطيعة لاختبار الفروض من خلال فحص الدلالاتوبالتالي يلجأ المعالج إلى طرح الأسئلة للكشف عن التناقض أو طرح سؤال يستهدف الكشف عن الأخطاء المنطقية الكامنة في اعتقاد المريض. وغيرها من الأساليب الأخرى. الأساليب السلوكية : أكثر الأساليب السلوكية شيوعا في الاستخدام، تتضمن قوائم الأنشطة التي تحتوي على تمرينات للتفوق وتحقيق البهجة والبروفات المعرفية وتمرينات الاعتماد على الذات ولعب الأدوار وأساليب التحويل. وتستخدم قوائم الأنشطة بكثرة في المراحل المبكرة من العلاج المعرفي لمواجهة فقدان الدافعية واليأس والإفراط في اجترار الأفكار. - طرح الأسئلة : إن طرح الأسئلة أداة علاجية معرفية رئيسية. حيث أن أغلب تعليقات المعالج خلال جلسة العلاج عبارة عن أسئلة. وذلك لاستنباط ما يفكر فيه المريض. حيث يعتبر الاستجواب وسيلة قوية لتحديد وتغيير الأفكار الآلية والمخططات وبالتالي فمن المهم أن تصاغ الأسئلة بحرص ومهارة ومعرفة الوقت المناسب في صياغتها وذلك لمساعدة المريض على التعرف على أفكاره ومخططاته وتقييم القضايا المختلفة موضوعيا. - الواجبات المنزلية : الواجبات المنزلية هي أمر شديد الأهمية في العلاج المعرفي لأنها تساعد على التقدم والنظرة الموضوعية للمشكلات . اختبار الفروض … حيث يصمم المعالج كل تكليف بالواجب المنزلي للمريض ويجب أن يكون الواجب على صلة مباشرة بمضمون الجلسة العلاجية حتى يفهم المريض الغرض منه وأهميته ويجب أن يكون الواجب مصاغا بوضوح وبشكل محدد، ويكتب منه نسختين قرب نهاية الجلسة، يحتفظ المعالج بواحدة ويعطي للمريض واحدة، وعادة ما تتضمن الواجبات المنزلية قراءة كتاب أو مقال حول المشكلة، ممارسة أساليب للاسترخاء أو تحويل الانتباه وعد الأفكار الآلية وتقدير الأنشطة من حيث إثارتها للمتعة والإحساس بالتمكن والاحتفاظ بسجل يومي للأفكار الغير سوية والإنصات لشريط تسجيل للجلسة العلاجية، ثم يقوم المعالج بمراجعة الواجب المنزلي مع المريض وإلا اعتبره المريض غير مهم.

سجل دخول أو إنشئ حساب جديد الأن لإضافة تعليق.